إعصار "فيونا" يصل إلى الدومينيكان بعد اجتياح بورتوريكو
إعصار "فيونا" يصل إلى الدومينيكان بعد اجتياح بورتوريكو
وصل إعصار "فيونا" إلى جمهورية الدومينيكان، صباح اليوم الاثنين، بعد أن دمر شبكة الكهرباء وتسبب في فيضانات عارمة وانهيارات أرضية في جزيرة "بورتوريكو" الأمريكية الواقعة في منطقة البحر الكاريبي، بحسب وكالة أنباء أسوشيتيد برس الأمريكية.
ولم يتم الإبلاغ عن أي وفيات جراء الإعصار في بورتوريكو، غير أن السلطات الحاكمة هناك قدرت أن الأضرار كارثية، فيما لا تزال وكالة الأرصاد الجوية تحذر من استمرار هطول الأمطار الغزيرة عبر أنحاء الجزيرة على مدار اليوم.
وقال خبير الأرصاد في هيئة الأرصاد الجوية الوطنية بالعاصمة سان خوان إرنستو موراليس، "من المهم أن يدرك الناس أن الإعصار لم ينته".. مشيرا إلى أن الفيضانات وصلت إلى "مستويات تاريخية"، حيث قامت السلطات بإجلاء وإنقاذ مئات الأشخاص في جميع أنحاء الجزيرة.. وقال الحاكم بيدرو بييرلويزي: "الأضرار التي نراها كارثية".
وتدفقت المياه المنسابة جراء "فيونا" في الشوارع نحو المنازل وغمرت المطار الدولي في جنوب بورتوريكو ومزقت أسفلت الطرق وجرفت جسرا في بلدة "أوتوادو" الجبلية بوسط البلاد كانت قوات الحرس الوطني قد شيدته في أعقاب إعصار ماريا الذي ضرب الجزيرة عام 2017 كعاصفة من الفئة الرابعة.
واقتلع الإعصار أسطح العديد من المنازل، ودُمِرت الأشجار والأسوار العتيقة في المدن.
وتمركزت فيونا على بعد 50 ميلا (85 كيلومترا) جنوب شرق بونتا كانا بجمهورية الدومينيكان مع رياح قصوى تبلغ 85 ميلا في الساعة (140 كم/ ساعة) ليلة أمس الأحد، وفقا للمركز الوطني الأمريكي للأعاصير، وكانت تتحرك إلى الشمال الغربي بسرعة 9 أميال في الساعة (15 كم/ ساعة).
طوارئ أمريكية
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن حالة الطوارئ في الأراضي الأمريكية مع اقتراب مركز الإعصار من الركن الجنوبي الغربي للجزيرة. فيما قالت شركة لوما، التي تدير نقل وتوزيع الطاقة، إن الأحوال الجوية السيئة، بما في ذلك الرياح التي تبلغ سرعتها 80 ميلا في الساعة، عطلت خطوط النقل أمس الأحد، مما أدى إلى "انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء الجزيرة".
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
دراسات وتحذيرات
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.